المبيضين يكتب : في يوم زفاف إبنتي ندى.. بالأمس ولدتِ واليوم أزفّك عروسا

كتب توفيق مبيضين
مرّت الأيام والسنون، وكأنها لحظة من زمن او لقطة من فيلم وفيديو.
أميرتي وإبنتي وفلذة كبدي الغالية على قلبي “ندى”
قبل 26 عاما ولدتِ أنتِ وشقيقك التوأم عبدالله، حماكم وحفظكم المولى، فكانت فرحتنا والجميع من أهل وأحبة ، بكما لا توصف.
أذكر يومها أن ممرات مستشفى الأردن، إمتلأت بالورود والأزهار والبلالين ، إحتفاءا وفرحا بقدومكما .
أذكر انك وفي طفولتكِ كنتِ شقيّة ، “لا يعجبك العجب ولا الصيام في رجب” ، كنت تلبسين ما تشائين وتحبين وترغبين، وليس كما نحب انا ووالدتكِ، فكان رأيك وقرارك هو السائد وهو سيد الموقف، ليس ذلك فحسب، بل كنتِ ماخذه حقك وحق أخوكِ عبدالله.
ولأنني ووالدتكم، نريدكم أنتِ وشقيقك عبدالله ، الأفضل ، أرسلناكم للدراسة في أميركا ، وبقيتم هناك لسنوات ، والحمدلله ، وبعد عناء ومشقة، فقد تحقق حلمنا وحلمكم ، وعدتم لنا وأنتم تحملون الشهادات من أرقى المدارس الجامعات والكليات في هيوستن الأمريكية ، فكان ذلك مفتاح الباب الذي يدخلكم لعالم العمل ومعترك الحياة .
أميرتي ندى
لاأ دري يا حبيبتي ، كيف سأتجرأ غدا للمرور من أمام غرفتكِ وأنتِ لست بها ، ولا ادري كيف سنتناول فنجان القهوة الصباحي وأنتِ بعيدة عنا ،لن يكون يومها مطالب ولا أوامر ولا شغب ولا حركة..أحسّ أن عقارب الساعة توقفت ..
ولا أدري ماذا ستكون ردة فعل قِطّنا ” ليو”، حين يناديكِ و يبحث عنك ولن يجدكِ…..
ستتركين فراغا كبيرا كبيرا في حياتنا ، لكن والحمدلله، ستكونين في بيت زوجك إبننا الثاني “نبيل”، الذي آمل واتمنى أن يصونكِ ويحترمكِ كما كنّا ، وكلنا أمل وثقة بالله وبكِ ،أن تصوني وتحترمي بيتك وزوجك .
مرحلة جديدة ستبدأ بحياتكِ ، اتمنى وآمل ان تكون مرحلة خير ومحبة وهناء وهدؤ بال.
دعاءنا أنا ووالدتكِ وعبدالله ، ان يكتب الله لكِ بحياتك الجديدة ولزوجك نبيل السعادة والهناء والتوفيق ، وهذه سنّة الحياة .