لا تستفزوا المواطن بتصريحاتكم


أنباء الوطن -
 أكاد أجزم أن جميع المواطنين يدركون تماماً حجم الضغوط الإقتصادية والتحديات التي تواجهها الدولة وأجزم أيضاً أن معظم ما يُبث من نقد جارح وانتقادات وارتفاع مستوى الكراهية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، سببه حالة الإنقسام الطبقي الحاد في مستوى المعيشة وبالتالي ازدياد نسبة الفقر، وتصريحات ونصائح يُصدرها مسؤلون سابقون مستفزة لسببين، الأول: أنها صادرة عن أشخاص مترفين إلى حد البذخ في كل تفاصيل حياتهم، قصورهم سياراتهم مكاتبهم خدمهم وحشمهم، والثاني: لم يقدموا عملاً واحداً يقنع المواطن بصدقهم وتضحيتهم، والنص القرأني يقول"كُبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون" صدق الله العظيم...والمواطن يُدرك أن المسؤولين في البلد ينقسمون إلى فريقين، فريق مُترف وغارق في الرفاهية على حساب الوطن ولقمة عيش المواطن، وآخر وصل إلى المسؤولية بالتسلسل الطبيعي وهذا يحترمه الناس ويستمعون لنصائحهم وأحاديثهم في الشأن العام. الفريق الأول ما يصدر عنهم من تصريحات ونصائح يأخذها الناس بحساسية وعدم ارتياح ويعتبرونها منفرة وغير لائقة واستفزازية ويريدون من خلالها إيصال رسائل إلى القصر بانهم يقدمون خدمات للدولة، وللاسف تأتي النتائج عكسية وهذا نرصده كرد فعل سلبي على تلك التصريحات، فكيف لمسؤول لا يعرف معنى العوز والفاقة والجوع أن يطلب من فاقد الشيء مزيد من التضحية وهذا المسؤول إن تعكر مزاجه يذهب الى شواطئ الريفيرا لاخذ قسط من الراحة.... هؤلاء لا يُدركون معاناة أكثر من 70% من الاسر الاردنية الذين يعملون ليل نهار لتأمين أبسط متطلبات حياتهم من كهرباء وماء واحتياجات طبيعية ومواد غذائية غالبا ما يغيب عنها اللحم والدجاج. أما الفريق الثاني من المسؤولين محبط وإن أبدى رأيه فيكون بتحفظ وغالبيتهم عاتبون ومتذمرون إلا ما ندر وفي هذا المقام يعجبني الاراء المتوازنة الصادرة عن البعض حيث لا يتركون موضوعاً في الشأن العام الا ويطرقونه وهذا ليس غريباً عليه بحكم تجربتهم العميقة. وهنا أنصح المسؤول المُترف أن يبقى بترفه وأن لا يساهم باتساع الفجوة وإشعال نار الحقد وعدم الثقة في قلوب الأغلبية الساحقة من أبناء المجتمع، لان الطابق مكشوف ولا يحتاج الى شرح. تعزيز ثقة المواطن يحتاج الى ممارسة ايجابية في المجالات الخيرية، وفي المبادرة بتسديد الضريبة واعلانها على الملأ حتى يحترم الناس رأيه، والتواصل معهم بشكل طبيعي وتلقائي وليس من خلال مهرجانات تفخيمية تزيد عزلة المسؤول وانفصامة والنظر الى الناس نظرة دونية . تواضعوا واقتربوا من الشعب وأقيموا حوارات قائمة على المنطق وقدموا نماذج في التضحية واحترام القانون وسيادته حتى يسمع الناس كلامكم ويقتنعون به.