دماء شهداء مكافحة المخدرات تسيل زكية فداءآ للوطن.


أنباء الوطن -

حسن صفيره.

مع نبأ استشهاد الملازم احمد خالد الرواحنة من مرتب إدارة مكافحة المخدرات، الذي فاضت روحه الطاهرة إلى باريها فجر الجمعة في مدينة الحسين الطبية, والذي كان يتلقى العلاج اثر إصابته بعيار ناري خلال أداء الواجب يوم الثلاثاء الماضي في مدينة اربد، نتقدم بوافر العزاء والمواساة لذوي الشهيد ولمدير ادارة مكافحة المخدرات ولزملائه، ولمدير الامن العام اللواء فاضل الحمود الجنرال الأمني الأول، ونعزي أنفسنا أولا كأردنيين، وقد خسرنا قبله شبانا من ادارة المخدرات، الرقيب محمد السقرات ، والملازم اول سامي الحمايدة ، والملازم اول حمزة العلاونة واحمد السخني وعماد النوايسه وعمر الزيود واسامه العبسي ومحمود ابو الشوارب ومحمد السلايمه وغيرهم ممن ضحوا بأنفسهم من اجل حماية الوطن وشباه من آفة المخدرات التي بدأت تشكل نوعا جديدا من الارهاب.

وأمام كوكبة الشهداء من عموم اجهزتنا الامنية، يتوجب علينا افراد ومؤسسات ان نثمن عاليا ما يقوم به افراد مرتب ادارة مكافحة المخدرات من تضحيات ، وقد وضعوا أرواحههم على أكفهم ، غير آبهين بالأخطار ونداء الواجب هاجسهم الاول والاخير.

مجابهة الاردن في تقديم الشهداء واستنفاذ المقدرات والجهود في محاربته لآفة المخدرات، والتي أفضت الى مئات المداهمات والضبوطات، تتطلب رسم سياسات جديدة في المنظومة الامنية تتطلب منا جميعا بالوقوف الى جانب ذلك الجهاز، والدعوة للضرب بيد من فولاذ لكل من يحاول جر شبابنا من افراد مكافحة المخدرات الى هلاك محتم في مواجهتهم للمروجين والمتعاطين وتجار المخدرات.

الدعوة الملكية بتقديم الامكانات والاحتياجات الرسمية والحكومية لمرتب المخدرات بمثابة ضوء اخضر لمباشرة ذلك الجهاز لمهامه باوسع الصلاحيات، وعلى الجميع الامتثال ودعم ما جاءت به الدعوة الملكية بأنه لا تهاون ولا واسطة ولا محسوبية في مكافحة آفة المخدرات، ليس لانها فعل جرمي يستحق المساءلة والعقوبة فحسب، بل لأنها اداة تهدد قوام الدولة الاردنية وسلمها المجتمعي، تسلب الوطن شبابه وتدمر مستقبله.

شهداء الواجب من ادارة مكافحة المخدرات، ممن اخذوا على عاتقهم وزملائهم في في المرتب حماية الشباب الاردني ومستقبل الوطن ، يجب ان لا يتم التعامل معها وفق معادلة شهيد واجب فقط، بل يجب تستوجب رسم سياسات جديدة لمجابهة ظاهرة المخدرات، يرافقها تغليظ عقوبات بحق المتورطين من مروجي وتجار المخدرات، ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم انفسهم من العبث بمصير الوطن وابنائه، ولحماية أرواح شبابنا من نشامى مكافحة المخدرات وبقية الاجهزة الامنية، وفرض سطوة القانون وليس سيادته فحسب.

ارواح شهداءنا من مرتب ادارة المخدرات والاجهزة الامنية الاخرى، سبقه جهد فذ قل مثيله في اجهزة العالم الامنية صاحبة الاختصاص، ونحن نتحدث عن مجابهة اخطر ظاهرة زاد في نشوءها اتساع تجارة المخدرات في دول الجوار التي تشهد فلتانا امنيا بسبب ما تعيشه من قلاقل سياسية واقتتال، كان ان صبت هذه العوامل مشتركة لزيادة العبء على الاردن في مواجهته ومجابهتى لنشاطات تجارة المخدرات، بيد ان ادارة المكافحة دائمة السعي والجهد في عمليات المداهمة والضبط، بما لا يقل عن عملية او عمليتين من كل اسبوع.

الجهود الجبارة التي تتم ازاء ملاحقة المهربين والتجار والمروجين وتضخم أعدادهم، وما ينتج عنها من اخطار تحيط بنشامى ادارة المخدرات، تستوجب رفع جاهزية عملها، و تمكين ادارة المخدرات بمزيد من القوى البشرية والتقنيات المتطورة واخضاعهم الى تدريبات موسعة لرفع كفاءتهم لحماية أنفسهم في التخطيط للعمليات قبل وأثناء المداهمة والقبض والضبط، واستخدام الأساليب الاستخبارية لرصد تحركات وأنشطة شبكات التهريب خارجيا وداخليا .

نتضرع إلى الله العلي القدير أن يتقبل شهداء ادارة المخدرات و اجهزتنا الأمنية كافة، ويدخلهم فسيح جناته، وأن يحسن عزاء ذويهم ، ليبقى هذا الوطن عزيزا منيعا بدماء ووفاء رجاله الصادقين الأوفياء جند أبي الحسين .