خطأ وزارة الأوقاف


أنباء الوطن -

 

 

خطأ سياسي وطني، وقعت به وزارة الأوقاف حينما غيرت من إجراءات الحج والعمرة لفلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، التي وفرها الأردن لأبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة والمتمثلة بثلاث خدمات هي : 1 – تأدية فريضة الحج، 2- تأدية مناسك العمرة، 3- فتح أبواب الجامعات الأردنية لأبنائهم لمواصلة تعليمهم الأكاديمي.
البرنامج الأردني وأهدافه يتوسل تحقيق غرضين هما :
أولاً : حماية الأمن الوطني الأردني عبر تعزيز الصمود الفلسطيني على أرض وطنهم، لأن العدو الإسرائيلي نجح عام 1948 في طرد نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه، ورمي تبعات ذلك على الحضن العربي اللبناني والسوري والأردني، وهذا ما حاول عمله مرة أخرى عام 1967، على أثر احتلال ما تبقى من فلسطين، من خلال جعل الأرض الفلسطينية طاردة لشعبها باتجاه الأردن، فعمل الأردن ولا يزال لمواجهة هذه السياسة الاستعمارية التوسعية، بدعم صمود الفلسطينيين في منطقتي الاحتلال الأولى والثانية، حماية لأمنه الوطني السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وثانياً : تلبية الواجب الوطني والقومي والديني، في دعم وإسناد نضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الثلاثة على أرض وطنه : 1 – حق المساواة في مناطق 48، 2- حق الاستقلال لمناطق 67، و3- حق العودة للاجئين واستعادة ممتلكاتهم، وهذا ما يُفسر الموقف الأردني بتشكيل رأس حربة سياسية في مواجهة سياسة ترامب ورفض صفقة العصر ومقدماتها نحو الاعتراف بالقدس عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، ومحاولات شطب الأونروا وإفقارها وغيرها من الإجراءات التي تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني الثلاثة ، وتأثير ذلك سلباً على المصالح الوطنية العليا للدولة الأردنية. 
ما هو الخطأ الذي وقعت بها وزارة الأوقاف ؟؟.
أولاً : سمحت لأطراف محلية هناك تحت ضغط الحاجة لتسهيل تسجيل الحجاج والمعتمرين خارج دائرة الأوقاف بالقدس، إذ كان الإجراء المتبع حضور من يرغب لتأدية فريضة الحج ومناسك العمرة إلى مدينة القدس، وإجراء عملية التسجيل عبر دائرة الأوقاف الإسلامية داخل الحرم القدسي الشريف، بهدف واضح ومحدد وهو توطيد الصلة، وتعميق العلاقة، وإحياء الوجود البشري لمسلمي مناطق الإحتلال الأولى عام 1948 مع الحرم القدسي الشريف وجعله منطقة حياة مشغولة بالبشر لتأدية الصلاة أولاً والإنشغال بإجراءات الحج لحوالي أربعة الاف وخمسمائة حاج سنوياً، وأكثر من عشرين الف معتمر ثانياً يشكلون حاضنة من الرجال والنساء متدفقة على الحرم القدسي وجعله عنواناً حيوياً لفلسطين، خاصة بعد إغلاق القدس عن أهالي الضفة الفلسطينية ومنعهم من الوصول إليها، تسهيلاً لتهويدها وأسرلتها.
عودة العمل في التسجيل لدى دائرة الأوقاف المقدسية ليست عقاباً ومتاعب مقصودة لفلسطيني مناطق 48، بل هي سياسة منهجية تستهدف تكثيف الحضور الفلسطيني الواسع نحو القدس، وإعادة العمل بصيغ ملائمة توفر الحاجة المزدوجة وهي : أولاً بقاء الحرم القدسي الشريف عنواناً للتسجيل والمتابعة خاصة بعد قرار دائرة الأحوال المدنية وإجراءاتها بصرف جواز السفر الأردني من القدس بدلاً من الحضور إلى عمان، وثانياً وضع الإجراءات الميسرة لهذا القطاع من الفلسطينيين أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة لتأدية فريضة الحج ومناسك العمرة.