التنوّعُ والتعددُ غنى وقوةٌ أمير قطر: كلامُ الكبار


أنباء الوطن -
نجحت وقائع كأس العالم نجاحا ملموسا، و مرّ الشهرُ الذي استغرقته العابه بسلام كامل دونما أن يعكّره ايُّ عمل إرهابي دموي بفضل التجهيزات الروسية الأمنية والإدارية والسياحية والثقافية. وبفضل التجهيزات الفنية الضخمة التي وفّرتها قناة الجزيرة الرياضية (bein sports) فجعلت الفرجة على المباريات فائقة الجمال والمتعة، من حيث التصوير والتعليق والتحليل والعرض.
لقد وحد كأسُ العالم بني البشر طيلة الشهر الماضي. تنافست الأممُ والأعراق والاستعدادات والطاقات والخطط واللاعبون والمدربون والمراهنون والمشجعون والتقنيون، في نسق رياضي ممتع فريد، جعله الصراعُ المضبوطُ الممسوك من اجل الفوز، فرجةً خلاّبة لا تنسى، لان تقنية (VAR) وضعت نهاية حاسمة لأخطاء التحكيم المدمرة وأبرزها «يد مارادونا» مع انكلترا في كأس العالم عام 1986.
وبرهنت الوقائع بما لا يدع مجالا للشك، على ان الذي يفوز هو الفريق الذي له روحٌ وخطةٌ وانضباط وطاقة وعزم ونسق وتصميمٌ على الفوز؛ الفريقُ هو الذي يفوز لا الفرد النجم امثال: ميسي او رونالدو او نيمار او محمد صلاح او كروس او مولر او سواريز.
 ربحت روسيا مرتين: ربح منتخبُها الذي كان في المرتبة الـ 70، فصعد الى دور الـ 8 بعد ان اخرج اسبانيا بطل العالم السابق عام 2010. وربح شعبُ روسيا العريق، الذي حطم الغازيين المرعبين نابليون وهتلر، عندما نظّم بطولةً عالمية تعتبر مقياسا لما قبلها ولما بعدها.
إن أبرز نجاح انساني حققه هذا «المونديال» هو نجاح وسطوع قيمة التنوع والتعددية العرقية؛ فقد فاز منتخب فرنسا، الذي جاء مزيجا من الأعراق الزنجية والبيضاء (القهوة بحليب). وكان منتخب فرنسا (الزرق) قد فاز في كأس العالم في 12 تموز عام 1998 على منتخب البرازيل بثلاثة اهداف سجل النجم العربي الفرنسي الافريقي زين الدين زيدان هدفين منها.
دعمت هذه البطولة، وتحديدا فوز فرنسا فيها، فكرة التسامح في المجتمع الذي يكرسها بين أبنائه، من كل الأصول، فيقطف اطيب ثمارها ونتائجها؛ فحين تتوفر العدالة تتوفر الدافعية للمواطن، فلا يعاني من تمييز بسبب الدين والعرق واللون والجنس، فيهب الى التضحية والدفاع عن قميص وطنه وعلمه ورايته، باستبسال وضراوة وحماسة.
المونديال القادم في قطر هو مونديالنا. فقد مسّ امير قطر قلوبنا عندما أعلن أن مونديال قطر 2022 هو مونديال كل العرب، وحين أكد ثقته بشباب العرب ووصف امته العربية بانها امة عظيمة.
إنه كلام الكبار وروحهم الكبيرة. ــ الدستور