رزان الكعابنه .... حرس الحدود الأردني


أنباء الوطن -

 

رزان كعابنة

 

بيارق مغروسة في تراب الوطن الغالي، رفاق الموت لا يعرفون معنى للخوف، شعارهم الأول والأخير: الله، الوطن، الملك.

حماة الوطن سلام عليكم، سلام على جباهكم السمر، سلام على سواعدكم التي تحمل زناد السلاح بلا تعب، سلام على عزائمكم الوطنية الثابتة، سلام على عيونكم التي تراقب بصمت وتترصد أي خطر يقترب من مملكتها، لتكونوا كالأسود المتعطشة للدماء، فلا أحد يعلو على حبهم ووطنيتهم وصدقهم وشجاعتهم في الدفاع عن تراب الوطن، تراب الوطن العزيز الغالي.

 

يُعتبر حرس الحدود جزءًا من القوات البرية الأردنية، أسود الأرض، حيث شهد عام 2001 تشكيل أول كتيبة خاصة بحرس الحدود، وكانت تلك الكتيبة مرتبطة بالمنطقة العسكرية الشرقية. وفي العام التالي، عام 2002، شُكّلت الكتيبة الثانية من كتائب حرس الحدود، والتي ارتبطت آنذاك بالمنطقة العسكرية الشمالية.

 

وشهد عام 2003 تشكيل مجموعات أخرى تابعة للقوات، وهكذا بدأ تاريخ البطولات الأردنية المشرفة، بطولات الجيش العربي الهاشمي، جيش أبو حسين، في الدفاع عن الوطن وحمايته من أي محاولات تهريب وتسلل، وحماية حدوده من الإرهاب ومن الكيان الإسرائيلي الذي يمتلك الأردن معه أطول حدود. وقد كلّف ذلك الأردن الغالي والنفيس لمنع أي اقتراب أو اعتداء على أمنه واستقراره وسيادته، بطول حدود يبلغ 1635 كيلومترًا. هناك أسود لا تهتم بحرّ الشمس أو برد الشتاء، همهم الوحيد هو سلامة الوطن.

 

قدّم حرس الحدود بطولات عديدة في حماية الأردن من أيدي المهربين الخبثاء الجبناء الأقذار، بحيث كان الحرس لهم كالرصد، مطّلعين على جميع طرقهم الخبيثة المسمومة في محاولات التهريب القذرة التي كانت تستهدف الوطن والمواطن، وتستهدف الأجيال الواعدة والطموحة لقتل أحلامهم وصحتهم مقابل بضع دنانير. هم ليسوا فقط مهربين، بل قتلة.

 

ففي عام 2023 ظهرت طريقة جديدة في عمليات التهريب، ألا وهي طائرات الدرون، حيث اعترض الجيش العربي حوالي تسع منها، وكانت نقطة تحول خطيرة في عمليات التهريب القادمة من سوريا.

 

ولم تفُت يد العدو عن غدرها ومحاولاتها الفاشلة، بل زادت حدة الصراع والتحدي. ففي عام 2024 تناولت العديد من التقارير الصحفية والإعلامية طرق التهريب وشدتها بواسطة المسيّرات، وخلال فترات زمنية قصيرة.

 

وزادت حدة هذه المحاولات في عام 2025، حيث شهد قفزة كبيرة في عدد المسيّرات المعترضة، ففي أحد التقارير ذُكر أن القوات الأردنية اعترضت 310 طائرات مسيّرة محملة بالمخدرات، وتمت مصادرة ملايين الحبوب وتفريق كميات أخرى.

 

وقد استغل المهربون الخبثاء الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة في المنطقة، خصوصًا خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، بينما كانت سماء المملكة تتطاير فيها الصواريخ، وكان نشامى سلاح الجو لها بالمرصاد. في ذلك الوقت خطط المهربون لتهريب الأسلحة والمخدرات، ظنًا منهم أنهم أذكياء وأن حرس الحدود غافل عن مخططاتهم القذرة وألاعيبهم الدنيئة. كلا، ليست على نشامى حرس المملكة، فقد كانوا كالحصن المنيع، كالدرع الذي يمنع سيف الغدر من أن يصيب هدفه. لقد وقفوا وحاربوا بكل صلابة، واشتَبكوا لساعات مع هؤلاء الحشرات. وبينما صقور سلاح الجو يدافعون عن سماء المملكة، كان أسود حرس الحدود يدافعون عن أرض المملكة.