ندوة بعنوان" محمود درويش الشاعر والانسان" ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب


أنباء الوطن -

 

عمان 26 ايلول (اتحاد الناشرين الأردنيين)- أقيمت ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب مساء أمس الاثنين ندوة بعنوان" محمود درويش الشاعر والانسان" بمشاركة عدد الأكاديميين والنقاد من الأردن وفلسطيين، إدارة مدير مؤسسة محمود درويش، فتحي البس.

وشارك في الندوة استاذ النقد المعاصر في الجامعة الأردنية شكري عزيز الماضي، استاذ الادب والنقد في جامعة فيلادلفيا الدكتور محمد عبيدالله، واستاذ الادب الحديث في جامعة بيرزيت الدكتور ابراهيم ابو هشهش، ومؤلف كتاب محمود درويش من الغنائية إلى الكونية الدكتور اسماعيل ابو حطب.

الدكتور الماضي 

وقال الدكتور الماضي، ورقة له بعنوان "التحول في شعر درويش"، بنيت على فرضية تحول درويش من شاعرالمقاومة الى شاعر الحرية، وكيف اصبح شعره أكثر اتساعا وشمولية بمفهومه وعلاقاته، وابعاده، حيث أصبح ينشد الحرية للانسان بعامة، ولكل المقهورين والمضطهدين والمنفيين، وهو ما مكنه من صوغ قصائد تكشف العلاقة بين جوهر اللحظة الزمانية المكانية الوطنية التاريخية المعيشة وجوهر الحياة او مسوغ الوجود المتمثل في الكفاح الانساني الشامل في كل زمان ومكان.

وأكد في ورقته، وجود ثوابت ومتغيرات في الرؤية الفنية لدي درويش، ولهذا فان التحول في شعره لا يعني التراجع او الانكفاء او التخلي عن القضايا الكبرى كما ذهب الى ذلك كثيرون ووجهوا له اتهامات قاسية، أي لا يعني الانفصال عن حركة الواقع او الانتقال من شعر الالتزام الوطني السياسي الى تجسيد ما يسمى بالشعر الصافي او الشعر الخاص او الشعر المجرد، كما لا يعني هذا التحول التغير في رؤيته او مواقفه الوطنية والسياسية..

 

وتوقف عند قصيدين للشاعر درويش الاولى" رسالة من المنفى" من ديوان أوراق الزيتون، والثانية " من أنا دون منفى" من ديوان سرير الغريبة، ويفصل بينهما 4عقود من تاريخ الصدور، ولكن بينها مشترك هو "المنفى" لتأكيد الفرضية التي ذكرها في بداية ورقته، ورصد المتغيرات والثوابت، وبيان اتساع الرؤية الفنية، واتساع أفق التلقي او جمالياته، موضحا ان هناك فروقا اساسية من حيث المعنى والمبنى اللغة والعلاقة مع المتلقي بينها.                

الدكتور محمد عبيدالله 

أما الدكتور محمد عبيدالله، فقال إن تجربة درويش الشعرية هي تجربة كبرى من تجارب الشعر العربي بأسره قديما وحديثا، فهو ليس شاعر مرحلة او منطقة، وانما هو من كبار شعراء اللغة العربية في تاريخنا الطويل، ونضعه بين الأسماء الكبيرة، والقمم في الشعر العربي مثل المنتبي، وأمرؤ القيس، وغيرهم

وأضاف أن عطاء درويش امتد نحو نصف قرن فقد بدأت رحلته مبكرا من خلال ديوان "عصافيربلا أجنحة" الذي يحذفه من لاسباب فنية، ولكن البدايات بالنسبة للقارىء والدارس لها أهمية خاصة، وهو معروف ومنشور عام 1960 وهو شعر المرحلة الثانوية او الصبا المبكر، مبينا العجيب في هذا الديوان ان درويش وضع له مقدمة فيها توجهات، وفيها وعود، ووعي مبكر لوظيفة الشعر، وما الذي يريد منه.   

وبين أن درويش قد طوع الشعر بمهارة نادرة مستعملا حزمة واسعة من الادوات، والاساليب والمهارات في التعامل مع اللغة، والايقاع والصورة بروح شعرية معاصرة تدمج الغنائي بالملحمي بالسردي، وتصل الشعر بالنثر وتربط المعاني المجردة بتفاصيل الحياة والواقع، وتربط التراث العربي بالثقافة العالمية في سبيل التعبير عن دقائق التجرية الذاتية،والعامة أي تجربة الشاعر والجماعة الفلسطينية التي ينتمي اليها الشاعر.       

 

الدكتور ابو هشهش 

ورأى الدكتور ابو هشهش في مداخلته حول مفهوم "التحول في المفهوم الذاتي لدى محمود درويش نفسه"، وكيف صار درويش يدرك نفسه من خلال ثلاث قصائد أعتبرها مختبرا للتحول، وقصيدة "يكتب الرواي يموت"، وقصيدة" محاولة انتحار"، وقصيدة "آن للشاعر أن يقتل نفسه"، والتي كلها تدور في حقل دلالي واحد وهو موت الشاعر.

وقال "عادة ما كان يجري "تحقيب" محمود درويش مثلا مرحلة ما بعد بيروت عندما خفت الحماس الفلسطيني بعد الانتهاء من الكفاح المسلح لو مؤقتا، ولكن هذا التحقيب لا يتابع التحولات المتداخلة"، معتبرا ان تحول مفهوم الذات عند درويش في ثلاث قصائد نشرها في مجموعته" أغنية هي أغنية" مختبرا لتشكل لتشكل الذات الجديدة عند درويش الذي كان منشغلا قبلها في تشكيل مفهوم ذاتي جمعي للفلسطينيين، ليس هو وحدة، ولكن هناك كتاب وشعراء أخرون وعلى رأسهم غسان كنافي وجدوا من مهمتهم خلق فلسطين وجدانية بعد أن تم إزالة فلسطين الحقيقية والجغرافية من الخارطة، فكان يجب إعادة خلقها في الوجدان الجمعي قبل فرضها على الخارطة مجددا.

    الدكتور ابو حطب 

وقال الدكتور ابو حطب إن دوريش هو شاعر تحولات من ذات فردية الى الانسانية الخالصة، وانا زعمت في كتابي بانه شاعر كوني عظيم، ونحن بحاجة الى "إدانته" بالانسانية من خلال نصوصه التي يجب ان تخضع للتفكيك والتحليل كلها، واستخلاص الجوانب الانسانية فيها.

وأضاف ان دوريش خلال رحلته الفنية زاوج بين ارتباطه بقضيته القومية وهي القضية الفسطينية وبين العوالم الانسانية الكبيرة، والتطلع الى الحرية والعدالة والجمال فقد كان يطمع عبر مشروعه الى تأسيس مرجعية ثقافية تفضي ان نكون معه في قلب العالم، ولذلك كتب اشعارا من منطلق تغيير العالم. 

وكان مدير مؤسسة محمود درويش، فتحي البس، قد استهل الندوة بالشكر لاتحاد الناشرين الأردنيين، والقائمين على معرض عمان الدولي للكتاب على إقامة هذه الندوة التي تحتفي بشاعر عربي وفلسطيني كبير.