نهاد دباس يطلق مبادرة حرير لإسعاد أطفال مرضى السرطان


أنباء الوطن -

منى أبو صبح / 

عمان - إحساسا بألم وحزن أطفال مرضى السرطان إثر فقدانهم شعرهم، بعد خضوعهم للعلاج الكيميائي؛ قرر الكوافير الأردني نهاد دباس إطلاق مبادرة “حرير” بهدف إسعاد هؤلاء الأطفال وتأمين شعر مستعار لهم.

مبادرة “حرير” ستبدأ فعاليتها بأحد المولات في عمان، الذي يتضمن حضور الجمهور والإعلام والتركيز على وجود الأطفال الذين سيقومون بالتبرع بخصلات من شعرهم لأطفال مرضى السرطان.

وتحدث الشاب نهاد لـ”الغد”، عن هذه المبادرة التي جاءت فكرتها قبل أشهر عدة؛ حيث تساءل: “كيف يمكننا تقديم المساعدة لأطفالنا مرضى السرطان؟ كيف نرسم السعادة على وجوههم من جديد؟ كيف نعوضهم عن شعرهم المتساقط؟”.   

ويضيف “من هنا جاء إطلاق المبادرة، وتسميتها “حرير””، مبينا أن شعر الأطفال غال عليهم، ويتألمون عند فقدانه، فعندما نقدم لهم “باروكة” جميلة تتناسب مع وجهه وبشرته وحجم الرأس، بلا شك ستدخل البهجة على قلبه.

وعن مراحل صنع “الباروكة” أو الشعر المستعار، يوضح دباس، سيتم جمع الشعر، ثم حبكه، معالجته، اختيار اللون، تصميمه بجودة عالية ملائمة لرؤوس الأطفال وشعورهم بالراحة عند ارتدائها.

تولد شغف الاهتمام بأطفال مرضى السرطان من شعوره بمسؤولية بتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، فهو ينتظر اليوم الذي سيتم به تسليم الشعر المستعار للأطفال بفارغ الصبر، حسب وصفه.

ويذكر دباس أن هناك صورا عديدة بمخيلته شجعته على التفكير بهذه المبادرة، منها: حزنه الشديد عندما كان جده يقص له شعره الطويل في الصغر، وصورة لطفلة مصابة بالسرطان فقدت شعرها وترتدي شالا على رأسها بدت عليها علامات الألم والحزن.
إلى جانب صورة خاله المتوفى بسبب هذا المرض، والذي تراوده دوما، وعليه يشعر بمعنى فقدان الأطفال لشيء عزيز على قلوبهم، لهذا يرى أن محاربة السرطان مسؤولية على الجميع.

يشرح دباس تنفيذ آلية “حرير” بأحد المولات؛ حيث سيتم وضع “ستاند” صغير، يحتوي على كرسي وأدوات قص الشعر، وتتم دعوة الأطفال المتواجدين للتبرع بخصلة من شعرهم، التي لن تفسد شعرهم بل ستزيدهم جمالا، وبهذا يغرس في نفوسهم حب عمل الخير والتطوع منذ الصغر، فعندما يتبرع بخصلة من شعره ستسهم في سعادة طفل آخر مريض بالسرطان.

ويضيف أنه سيتم تقديم وسام وهدايا متنوعة للأطفال المتبرعين، تقديرا وتعبيرا عن الامتنان والاعتزاز بمشاركتهم في هذا العمل الخيري والنبيل.
يقول دباس: “تقدمت بفكرتي لمركز الحسين للسرطان، ونالت إعجابهم ورحبوا بها، ومن المنتظر تنفيذ المشروع وإقامة ورشات عمل تجمعنا مع أطفالنا الأحباء”.

يعمل دباس على ترويج فكرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ حيث يطلع عليها الجمهور، ويتمكن من خلالها من معرفة الأماكن والمواعيد التي سيتم بها تطبيق الفكرة والتبرع.

ويؤكد الكوافير الشاب، أنه تم التعاون مع جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بحيث يقومون بشراء المعدات اللازمة للمشروع من المتبرعين.

ويتمنى الدباس أن تصل فكرته ومبادرته إلى عدد من المتطوعين والمهتمين بأطفال مرضى السرطان، وأن تنتشر أكثر لتشمل جميع المحافظات الأردنية، فلديه قناعة بأن أي شخص يمتلك فكرة نابعة من القلب خيرية وإنسانية، حتما تصل أصحاب الخير والإنسانية.

ويتطلع لأن تلقى مبادرته الدعم من جهات عدة، حتى تكون هنالك رعاية وعناية كاملة لأطفال مرضى السرطان.

ويقول: “هذا المشروع معنوي إنساني، غايتنا الاهتمام بالأطفال ورعايتهم، وأهم مرحلة هي المتابعة، ودعمهم وإدخال السعادة لقلوبهم”.
ويختم “نأمل في المستقبل أن تحظى مبادرة “حرير” بانتشار واسع في أرجاء الوطن العربي ومختلف الدول لأنها ترسم السعادة على وجه كل طفل مصاب بالسرطان من خلال ارتدائه الشعر المستعار-الباروكة”.

ygygygygygygyg.jpg