أم المعارك


أنباء الوطن -

يومان أو أقل وتتكشف بها حراك انتخابات جمعية المستشفيات الخاصة التي تعيش مخاض عسير جراء حمى التنافس غير المسبوق على الهيئة الادارية الجديدة التي ستستلم مهام المسؤولية في 14 حزيران اي يوم السبت القادم في حال اكتمال النصاب للاجتماع العمومي والمخصص لاقرار التقريرين المالي والاداري وانتخاب مجلس جديد لدورة جديدة .

في حال اكتمال النصاب وهو متوقع او في حال تم تأجيله لاسبوعين أخرين حتى نهاية الشهر الحالي فإن المشهد وربما يأخذ صورة السكون والثبات ولكن على نار مشتعلة تغلي من تحت الارض، وهو ما يؤكد عليه حالة الاستقطاب والمحاور والجبهات التي يتم بنائها أو التمركز خلفها، وهذه الحالة لم تعشها الهيئة العامة منذ تأسيس الجمعية وحتى الآن ، فكل المؤشرات أو حتى المعلومات المتسربة من صالونات المستشفيات تشير إلى أن "أم المعارك" ستكون حاضرة بقوة في انتخابات منتصف او نهاية الشهر خصوصا وان الطرفين قد حسما امرهما وانهيا استعداداتهما لخوض اصعب نزال سيسجله التاريخ لهذه الجمعية التي تعيش معركة كسر عظم و"مكاسرة" بين كتلة الانجاز برئاسة رئيس الجمعية الأسبق ومؤسسها الدكتور فوزي الحموري الذي حسم أمره وقرر العودة إلى عرينه من جديد لقيادتها في هذه المرحلة الحساسة ولديه برنامج متكامل شامل منسجم قادر على السير به مع كتلته التي تضم نخبة من المستشفيات العريقة مثل (التخصصي، الأردن، الاسلامي، الرشيد ، الايطالي، اربد التخصصي، ماركا التخصصي) والتي تجد منافسة وثأرية من الخصم الذي تجمع لا لشيء بل لاسقاط عودة الحموري، وهذا لا يعني أن بقية المترشحين في كتلة العمل برئاسة الدكتور منذر الحوارات / مستشفى الحسين للسرطان ليست لديهم رغبة في العمل والبناء، فكتلة العمل تضم اسماء قوية ومهمة في المشهد الطبي الخاص والتي تضم في عضويتها كلا من (مركز الحسين للسرطان، مستشفى الاستقلال، مستشفى الخالدي، مستشفى الرويال، مستشفى الجزيرة، مستشفى الخنساء) .

القراءة الأولية في خارطة موازين القوى مهمة ولكن أوراق الاقتراع هي الاصدق والاكثر تعبيرا عن النتائج، ومع ذلك فإن الكتلتين لديهما من أوراق القوة والنصر الكثير في ظل محدودية اعضاء الهيئة العامة التي حسمت جزء من أمرها ولم تعلن عن نواياها الحقيقية وبوصلة اتجاهها بشكل دقيق، فلكل عضو من الاعضاء الـ 52 وهم عدد الاعضاء الذين يحق لهم المشاركة في التصويت ممن سددوا مستحقاتهم وسددوا الذمم لصالح صندوق الجمعية، لديه مهمة ودور وغاية وأولوية، ما يعني بأنه من الصعب جدا ان تحسم كتلة كافة المقاعد المخصصة بل ستتشارك الكتلتان في تقاسم الغنائم والمقاعد معا ، ولكن بنسب ربما تكون متفاوتة لكتلة الانجاز برئاسة الحموري الذي يعرف حقيقة قراءة المشهد بكل تعرجاته ومنحنياته، فلديه خبرة طويلة في ادارة الجمعية ويمتلك من الذكاء في عقد وبناء تحالفات استراتيجية وتكتيكية ستؤهله لأن يبقى حاضرا في هذا المكان الذي افتقده خلال الدورة الماضية، عدا عن أن هنالك رؤيا ممزوجة بخطة يتقنها الحموري في معاركه الانتخابية بصمت ودهاء وذكاء، اضافة إلى أن كتلته تضم مستشفيات كبيرة وعريقة وذات وزن كبير في هذا القطاع، وهذا لا يعني أن الكتلة الأخرى ليست لديها اي من نقاط القوة بل على العكس فلديها تصميم وارادة وتحالفات قوية ومتينة ولديها سيناريو معد باحكام بهدف الهيمنة على مقاليد الادارة وعدم تسليمها إلى الخصم ، بالاضافة إلى أن هنالك بعض الاعضاء المخضرمين لديهم نفوذ وقوة وهيمنة وشبكة علاقات وخدمة وتجربة، ستساعدهم في اختراق الحدود والحواجز وستضمن لهم عضوية في الهيئة الادارية ولكن بنسبة أقل من الكتلة المنافسة.

نصر المجالي مدير جمعية المستشفيات قال لـ "أخبار البلد" أن (14) مرشح من اصل 59 مستشفى خاص سجلوا أسماءهم معلنين نيتهم الترشح لمجلس الإدارة الجديد الذي سيتكون من سبعة اعضاء واثنان احتياط، علما بأن عدد أعضاء الهيئة العامة الذين يحق لهم الانتخاب قارب على (52)

وأكد المجالي أن الهيئة العامة لجمعية المستشفيات الخاصة ستنتخب مجلس إدارة جديد حسب النظام في الاجتماع العمومي العادي بعد اقرار التقرير الاداري والمالي وتعيين مدقق حسابات جديد،

وأضاف المجالي أن فترة الترشح للعضوية حسب نص النظام الداخلي للجمعية انتهت قبل اسبوع من تاريخ الانتخابات أي في تاريخ 7 حزيران الحالي.

من جانبه قال رئيس كتلة العمل الدكتور منذر حوارات  أن المركز لم يكن له أي دور في السابق وهو مشترك منذ 20 عام في الجمعية ويسدد التزاماته المطلوبة منه، وكان قليل المتطلب ويدير اموره بشكل خاص، ومع بداية مأسسة العمل بشكل واضح في الدولة الاردنية اصبح ضرورة ان ينخرط المركز ضمن مؤسسة معنية بالدفاع عن مصالحه والوقوف معه في اي مشكلة تواجهه .

واضاف حوارات أن اسبابا عديدة كانت وراء تقدم المركز للترشيح لإدارة الجمعية، اولها الدفع بهذه الجمعية قدما الى الامام لتقوم بدورها بشكل اكثر فعالية، وثانيا ممارسة المركز لدوره والتغلب على الصعاب بشكل اقوى لما يحظى به من القدرة والكفاءة والملاءة والخبرة في قيادة هذه المظلة. عدا عن حق المنافسة والترشح لكل عضو ملتزم باشتراكاته حسب النظام ، وهذا ما دفع المركز للدخول في هذه الجمعية.

واشار حوارات إلى أن مركز الحسين للسرطان يعتبر الجمعية منصة ممتازة وفاعلة يمكن العمل من خلالها لتحقيق الرؤى المأمولة للقطاع الصحي. قائلا أن الجمعية لم تكن للجميع مما زاد اصرار المركز على الترشح، حينها كلف الدكتور عاصم منصور مدير المستشفى الدكتور حوارات ليخوض المنافسة لأنه رأى ان الامور ممكن ان تدار بشكل اكثر مما كانت عليه، مشيرا إلى أن المنافسة تخلق بيئه جدية اكثر الالتزام بالعمل .. مضيفا ان امام الجمعية عمل كبير في مجال السياحة العلاجية والمستشفيات الخاصة التي تشكل الاستثمار فيها حوالي 4 مليار دينار وتشغل 50 الف فرصة عمل .

ويرى الدكتور حوارات أن اغلب المستشفيات تعاني من مشاكل كبيرة جدا يجب ان تمارس الجمعية دورها بشكل علمي جاد لحلها بالتعاون مع الجهات الحكومية الرسمية والحد من حدوث او تعاظم مشاكل اضافية.

وبصرف النظر عن موعد الاجتماع العمومي الذي سيعقد بتاريخ 14/6/2025 في حال عدم تأجيله لسبب اكتمال النصاب فإن الرؤوس حامية والجباه تنتظر ساعة التغيير حيث الاحتكام للصندوق الذي سيفك جزء من معادلة اللغز وسيكشف النوايا وسيخرج هيئة ادارية جديدة لقيادة الجمعية التي ستعيش عرسا نقابيا ديمقراطيا لرموز قطاع الطب الخاص،ممن ينتظرون هذه اللحظة التاريخية في تنفيذ ما يؤمنون به فهل ستنجح كتلة العمل الجديدة على هذا النوع من العمل الديمقراطي الانتخابي في تحطيم وكسر طموح كتلة الانجاز .. الطقس ضبابي وغائم ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بالنتيجة فالكتلتان لديهما من الاوراق والمخفي أعظم وافخم، فلننتظر ما ستقوله الهيئة العامة يوم السبت القادم.