عمال الوطن بناة المستقبل


أنباء الوطن -

 

 

الدكتور محمد عبد الستار جرادات

 

في الأول من أيار من كل عام، يقف الأردنيون إجلالًا وتقديرًا للعمال، أولئك الذين يشكّلون ركيزة أساسية في بناء الوطن واستدامة اقتصاده. إن عيد العمال ليس فقط مناسبة رمزية، بل محطة وطنية للتعبير عن الامتنان، وتأكيد الالتزام بتحسين واقع العمل والارتقاء بالبيئة المهنية نحو مزيد من العدالة والتكافؤ.

 

لقد أثبت العامل الأردني، في كل المراحل، أنه عنوانٌ للإخلاص والانتماء، مشاركًا بفعالية في معركة التنمية، وصامدًا في وجه التحديات الاقتصادية والإقليمية. واليوم، ومع مضيّ الدولة في مسار التحديث الشامل بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، يصبح من واجبنا أن نضع العمال في صلب عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، كركيزة أساسية في مسيرة النمو والتحول.

 

الا انه وفي ظل التحولات الجذرية التي يشهدها سوق العمل عالميًا، لا سيما مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، تبرز الحاجة الملحة إلى تطوير منظومة التعليم المهني والتقني، باعتبارها ركيزة حيوية لتأهيل جيل قادر على مواكبة المستقبل. وقد أدرك الأردن هذا التحدي مبكرًا، فانطلقت الجهود المؤسسية، بدعم من التوجيهات الملكية السامية، لترسيخ ثقافة التعليم المهني والتقني، وتحديث مناهجه وربطه باحتياجات السوق، من خلال وزارة التربية والتعليم، ووزارة العمل، ومؤسسة التدريب المهني، وبتوجيه ومتابعة مباشرة من دولة رئيس الوزراء. كما ان الحكومة اليوم تسعى إلى تمكين الشباب من اكتساب مهارات نوعية تواكب الثورة الصناعية الرابعة، وتضمن لهم فرصًا حقيقية ومستدامة في سوق العمل.

 

ولو نطرنا الى التعليم المهني، لم يعد خيارًا بديلًا، بل ضرورة استراتيجية لاقتصاد منتج وتنافسي، قادر على الصمود أمام التحولات العالمية.

 

وفي هذه المناسبة، نؤكد أن حماية الحقوق العمالية، وتكريس بيئة عمل لائقة وآمنة، وتعزيز الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج، يجب أن تبقى أولويات وطنية لا تحتمل التأجيل. فكرامة العامل، وعدالة الأجر، واستقرار الوظيفة، هي الأسس الحقيقية لتنمية مستدامة وشاملة.

 

كل عام وعمال الأردن بخير، وكل عام ووطننا يخطو بثقة نحو مستقبل يصنعه أبناؤه بعزيمة وإخلاص.