أمريكا... الجالية الفلسطينية والعربية تسعى لمشاركة كبيرة في جنازة "بوشنل"


أنباء الوطن -

 لم يكن حادث حرق جندي في سلاح الجو الأمريكي، لنفسه احتجاجا على دعم بلاده ومشاركتها في العدوان على غزة، حدثا اعتياديا، بقدر ما أنه شكل نقلة من نقلات الحرب، التي تعصف تأثيراتها بالرأي العام الأمريكي.

 

ولفظ آرون بوشنل، من القوات الجوية الأمريكية أنفاسه الأخيرة، أمس الاثنين، بعدما أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجاً على الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، بعد أن هتف: "الحرية لفلسطين".

 

وتوجه بوشنل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب البنزين على رأسه، وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ: "الحرية لفلسطين" على نحو متكرر، حتى توقف عن التنفس.

 

ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها، بوشنل "الذي خلّد اسمه كمدافع عن القيم الإنسانية ومظلومية الشعب الفلسطيني المكلوم؛ بسبب الإدارة الأمريكية وسياساتها الظالمة".

 

وكشف الخبير بالشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية، خالد الترعاني، في تصريح لـ "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، تتواصل حاليا مع عائلة الجندي بوشنل، للمشاركة في جنازة "تليق بالتضحية التي قدمها".

 

وشدد على أن ما قام به الجندي الأمريكي، سيجلب مزيدا من اهتمام الشارع الأمريكي نحو "المظلومية الفلسطينية، وسيضع مزيدا من الضغط على الحكومة الأمريكية".

 

وأشار الترعاني إلى أن الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة في واشنطن، قامت بوقفة، مساء الاثنين، أضاءت فيها الشموع بمحيط السفارة الإسرائيلية، وفي المكان نفسه الذي حرق فيه الجندي الأمريكي نفسه "تقديرا لموقفه النبيل".

 

ورأى الخبير بالشؤون الأمريكية، أن موقف الحزب الديمقراطي الحاكم، سيزداد تعقيدا بعد تلك الحادثة، متوقعا تراجعا كبيرا في صفوف مؤيدي الحزب من الأمريكيين، الذي فقد أساسا جزءا من تأييد الجالية العربية والمسلمة، وقال "قد يكلف ذلك (الرئيس الأمريكي جو) بايدن رئاسته لأمريكا"

على حد تقديره.

 

أما المدير التنفيذي لمؤسسة "أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين"، أسامة أبو ارشيد، فقد رأى أن الإعلام الأمريكي، لن يسلط الضوء على تلك الحادثة، ولن يضعها ضمن سياقاتها، ولن يمنحها الزخم اللازم "الأمر الذي سيؤدي إلى تأثير محدود للحادثة على الرأي العام الأمريكي" وفق تقديره.

 

وشدد أبو ارشيد في حديث مع "قدس برس"، على أهمية ورمزية ما قام به الجندي بوشنل "وستكون مؤثرة لدى الشرائح الأمريكية المتضامنة أساسا مع فلسطين، ومستاءة من موقف إدارة جو بايدن".

 

واعتبر أن الحادث يسلط الضوء على "الأغلبية الأمريكية المناصرة للفلسطينيين، والتي تريد وقف الحرب، وتدفق المساعدات إلى غزة".

 

وأشار إلى أنه "لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، تصبح فلسطين "قضية انتخابية من مفهومها الحقوقي على الأقل".

 

وكشف أبو ارشيد، أن الجندي آرون بوشنل، "كان معروفا بتأييده للقضية الفلسطينية، وأنه كان يشارك في معظم التظاهرات المؤيدة، منذ عام 2021" في إشارة إلى معركة

"سيف القدس